أنجزت للتو أعمالك اليومية كمدير في إحدى الشركات، وفي طريقك إلى الخروج وجدت أنّ غالبية الموظفين ما زالوا على مكاتبهم. هل يفرحك هذا المشهد أم ترى فيه جانباً سلبياً؟
لنبحث عن السبب. هل يحبّون عملهم لهذه الدرجة؟ أم أنك تطلب منهم ما يفوق طاقتهم؟ ربما كل ما في الأمر أنّ إنتاجيتهم انخفضت في الفترة الأخيرة، وقد لا تكون أي من هذه الاحتمالات صحيحة. ماذا لو أنجزوا أعمالهم لكن يتعمّدون إظهار الالتزام والجدّية حتى لا يخسروا وظيفتهم؟
نسمع منذ أواخر العام 2022 عن تسريح أعداد صادمة من الموظفين لدى أكبر شركات العالم وفي أهم القطاعات، كما حدث في تويتر وميتا وأمازون وجوجل. ولا ينحصر الخبر في الدول الغربية. فقد أفادت محطة بلومبرغ مؤخراً أنّ شركة نون للتسوق سرّحت 10٪ من موظفيها. فهل يؤثر ذلك على معنويات موظفيك بشكل أو بآخر؟
في وجه الضغوطات العالمية، حيث الركود والتضخم وغيرها من التغيّرات البارزة، لا نملك المناعة التي نظنّها أو نتمنّاها. فكيف تحصّن موظفيك بوجه الظروف الصعبة؟ هل تهتم بالمواهب أو الموارد البشرية فقط؟
نطرح فيما يلي 3 مفاهيم ستساعدك في تحديد موقفك واتخاذ أي خطوات تراها ضرورية.
1) مستوى الرفاهية في الشركة
باتت الرفاهية في الإطار الوظيفي أمراً شائعاً اليوم، خاصة في الشركات الكبيرة التي تسمح لها ميزانيتها بالاستثمار في كل ما يخص الرفاهية، من وجبات مجانية، وبرامج الصحة النفسية، ومساحات مخصصة للعب في المكتب، ونشاطات خارج العمل، إلخ. فهل تعتقد أنك بالفعل مسؤول عن رفاهية موظفيك وإلى أي مدى تحرص على تطبيق معاييرها؟ هل تستثمر أو تخطّط للاستثمار في نشاطات مماثلة؟ والأهم، هل تؤمن بفعاليتها وانعكاسها الإيجابي على إنتاجية الموظفين وجودة الخدمات التي تقدّمها شركتك؟
2) دوام ومكان العمل
في حين زاد اعتماد بعض الشركات على أنماط العمل الهجين الذي يوازن بين العمل من المنزل والعمل في المكتب، لا يزال البعض الآخر متردداً في اعتماد نظام العمل عن بعد. ماذا عنك؟ ما هي القوانين التي وضعتها لتنظيم دوام ومكان العمل؟ وهل قمت باستطلاع رأي موظفيك أولاً؟ هل تفضّل أن يبقى الموظفون تحت مراقبتك أم أنك تثق فيهم أينما عملوا؟ هل تتخذ أي إجراءات لتضمن أنّ عملهم من المنزل لن يرهقهم دون علمك أو يعرّضهم لمضايقات لن تستطيع ملاحظتها في الوقت المناسب؟
3) العلاقة بين الإدارة والموظفين
قد تقيس الإدارة الجيدة بالمال الذي تجنيه، وقد تقيسها بتأثيرها على الموظفين. قد تعتبرها مجرّد منصب، وقد تراها أسلوب حياة ومجموعة أفكار وسلوكيات. فالبعض ينظر إلى منصبه في الإدارة على أنه أم أو أب لهذه الأسرة أي الفريق، حيث يمنحهم كامل التشجيع ويؤدبهم بمحبة عند الضرورة. أما البعض الآخر، فينظر إلى الإدارة بصورة عملية أكثر. أين تقف في هذا المقياس؟ وهل تعامل الموظفين حسب طبيعتك أو حسب شخصية مهنية ترتديها خصيصاً في مكان العمل؟ هل تعلم كيف ينظر الموظفون إليك؟ وكيف تصف التواصل بينك وبينهم؟
في ثقافة "العميل دائماً على حق"، أين يأتي الموظف؟
الاهتمام بتجربة الموظفين موضوع يزداد أهمية ويتخذ حصة أكبر في دراسات وأبحاث عالم الأعمال. فإذا كنّا في السابق نحرص على حضور الموظف إلى المكتب، أصبح من المهم اليوم أن نعلم ما الذي يدفعه للحضور وإن كان سعيداً بذلك.
يرتبط تحسين تجربة الموظفين بزيادة الأرباح وتعزيز تجربة العملاء لا شك، لكن هذا ليس كل ما في الأمر. فحسب دراسة أجرتها شركة "ماكان سينرجي"، يرتفع نطاق انتشار أي رسالة بنسبة 561٪ عندما ينقلها الموظف عن الشركة، مقارنةً بنشر الشركة للرسالة نفسها عبر قنواتها الخاصة. كما أشارت الدراسة إلى 41٪ من المستهلكين الذين يعتبرون الموظف أكثر المصادر الموثوقة عند التعرّف إلى أي شركة.
فإذا كان نجاح شركتك رحلة من العلامة التجارية إلى المستهلكين، لا بد أن يكون لهذه الرحلة بعض المحطات، إحداها تجربة الموظفين.
مدونات أخرى
7 عوامل رئيسية لنجاح المشروعات الصغيرة
أصحاب المشاريع الصغيرة و المديرين بحاجة إلى طريقة لقياس مدى نجاح المشروع، والإجابة على بعض التساؤلات التي من شأنها تقييم أداء المشروع، وهل المشروع يسيّر على الطريق الصحيح نحو تحقيق الأرباح المُتوقّعة أم يجب القيام بعدة إصلاحات؟.
5 أرباح تجنيها شركتك من نظام العمل عن بعد
ممكن يجي في تفكير بعضنا أنّ العمل عن بعد هو نظام جديد بسبب جائحة كورونا لكن إجراءات هذا النظام بدأت من 10 سنوات وكورونا أثَر في سرعة تطبيقه فقط. وبالرغم من الخوف اللي يجي لأصحاب العمل عن فعالية هذا النظام من جانب تواصل الفريق وقدرتهم على الابتكار بدون ما يشتغلوا في مكان واحد، أعلنت شركات كبيرة مثل جوجل، أوبر، ماستركارد، مايكروسوفت وغيرها تطبيقهم لهذا النظام.
3 طرق تجعل وظيفتك الحالية نقطة انطلاق شركتك الناشئة
يقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس "اختر وظيفة تحبّها ولن تضطر إلى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك". ممكن يكون الاستمتاع وقت العمل هو واحد من الأسباب الرئيسية سبب تفكير البعض بالاستقالة من وظائفهم والانطلاق بمشروع شركتهم الخاصة.
هل تدير المواهب أو الموارد البشرية؟
أحدث المدونات