
نقلاً عن تقرير مجلّة فوربز الصادر منذ أقل من عامين، تشكّل الشركات الصغيرة ركيزة الاستقرار الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، لا الشركات الضخمة. فهل تعلم أنّ الشركات الصغيرة تمثّل 99.9٪ من إجمالي الشركات وأنه لا يوجد أي موظفين في أكثر من 80٪ منها؟
هذه الإحصائيات تؤكّد انتشار شركات الشخص الواحد التي تعتمد على مالك واحد، هو صانع القرار. هو من يتحمّل المخاطر والأعباء، ووحده يستفيد من الأرباح والمكافآت.
فتعال نناقش هذا النموذج أكثر فيما يلي إذا كنت تريد الخروج عن المألوف وتحويل شغفك إلى علامة تجارية ناجحة.
1) اكتشف ما يميّزك
ابدأ بالبحث عن نقاط قوتك. في أي مجال تشعر بأنك واثق بأدائك ولا يعلى عليك؟ هل تجيد تحضير وصفات معيّنة؟ هل تبرع في الأداء الرياضي؟ هل تشعر بشرارة فنّية في داخلك كلما حملت الكاميرا أو الريشة أو القلم؟
ابحث في كلام الناس عنك. ما هي الأشياء التي يمدحونك لأجلها؟ هل هي قدرتك على التعبير والإقناع؟ هل هي انجذاب الأطفال فوراً إليك؟ هل هي مهاراتك في تنظيم المناسبات العائلية وحفلات الأصدقاء؟
ابحث في شتّى جوانب شخصيتك لتجد فكرة مشروعك. وإذا كنت غير متحقّق من موهبتك بعد، اختبر نفسك في مجالات جديدة وتعلّم مهارات مختلفة حتى تكتشف، على رأي اليابانيين، "الإيكيجاي" الذي يحدّد هدفك الحقيقي في الحياة.
2) حدّد احتياجات جمهورك
ستحتاج إلى عقلية ريادية لتحويل مهاراتك إلى خدمة يحتاجها الناس. ليس من الضروري أن تكون الخدمة مبتكرة لأنك ستميّزها ببصمتك واجتهادك عند تقديمها للجمهور. لكن تجنّب وقوعك في الخطأ الشائع، حيث يركّز روّاد الأعمال أحياناً على إطلاق مشروع جذّاب دون مراعاة الحاجة الفعلية له في السوق.
برايان تشيسكي، أحد مؤسسي Airbnb، برهان مثالي لمعادلة التوازن التي نتحدّث عنها. فقد دفعه حبّه للسفر إلى تأمين مساحات سكنية للمسافرين عوضاً عن نزولهم في الفنادق. وهي فكرة اقتبسها من تجربة شخصية عندما كان يريد حضور مؤتمر في سان فرانسيسكو وتعذّر عليه إيجاد غرفة شاغرة في الفنادق المجاورة. هكذا استوحى تشيسكي فكرة مشروعه من مشكلة حقيقية ووظّف شغفه لحلّها.
3) شكّل دائرتك المهنية
ابحث عمّن يشبهونك ويشاركونك الاندفاع نفسه، وبوجود الإنترنت، حدودك هي العالم بأكمله. اشترك بالمواقع المهنية والرسائل الإخبارية المرتبطة بمجالات اهتمامك. تابع الشخصيات والخبراء الذين يحرّكون ساكناً في داخلك ويلهمونك لتطوير ذاتك. ابحث عن هؤلاء خارج نطاق الشاشة أيضاً. فقد تحتاج إلى مرشد يدعمك شخصياً في المراحل الأولى حتى تضع خطة مبدئية لأعمالك وتنطلق بثقة أكبر.
إذا كنت ترغب في أن تصبح رائد أعمال ناجحاً، كن على استعداد للتصرف كروّاد الأعمال الآخرين. انضم إلى المؤتمرات، والفعاليات المهنية، وورش العمل لزيادة فرصك في النجاح. قم بطباعة بطاقات عمل تعريفية تعرض مهاراتك بشكل احترافي، واعمل على بناء حضورك الرقمي لتبرز إنجازاتك وخبراتك وتسهّل تواصل الآخرين معك.
نصائح أخيرة قبل أن تنطلق
-
بالرغم من بساطة هذا النموذج ومدى انتشاره، سيتطلّب منك جهوداً كبيرة والتزاماً لن تضعفه التحديات.
-
ادرس مشروعك جيداً لا سيما في المرحلة الأولى لتضمن السمعة الجيدة، وتجذب العملاء، وتحافظ على رضاهم، وتدعم تجربتهم.
-
يمكنك أن تبدأ العمل على هذا النموذج فيما تشغل وظيفة أخرى كي تقلّل من المخاطر المادية وتكسر حاجز الخوف من البدايات الجديدة.
تذكّر أنك لست وحدك على هذا الدرب، وهناك عشرات الملايين من شركات الشخص الواحد حول العالم. ينتشر هذا النموذج وسط نجوم الغناء، وأبطال سباقات الفورمولا، ولاعبي كرة القدم، وكبار مصمّمي الأزياء، ومتسابقي الشطرنج، وغيرهم الكثير.
فإذا شعرت أنك كنت بحاجة لقراءة هذه الكلام، لا تكبّل إمكانياتك الريادية أكثر. انطلق اليوم للعمل على مشروعك لأنّ لا أحد سواك أحد يستطيع أن يقدّمه كما ستفعل أنت.
مدونات أخرى

تبتكر فكرة جديدة لمشروعك أو تقلّد؟
للوهلة الأولى، قد ترفض فكرة التقليد لأنّ الإنسان ولا سيما رائد الأعمال يسعى ليكون مختلفاً ومتميزاً. ألا يقول المثل "خالف...تُعرف"؟ في هذه الوهلة، أنت على حق لأنّ عنصر الابتكار لا يفقد رونقه وما زال يلقى رواجاً كبيراً حتى الآن في شتى المجالات.

كيف تختار فكرة مشروعك الجديد؟
يعتمد نجاح أو فشل أي مشروع في الأساس على الفكرة ومدى جدواها وربحيتها، ثم يأتي دور الشخص الذي يدير المشروع و فريق العمل. من هنا تبرز أهمية الاختيار الجّيد لفكرة المشروع في تحقيق الأهداف والأرباح المرغوبة خلال الفترة المحددة.

كيف تستفيد من خدمة العملاء لزيادة أرباحك؟
أنت لا تدير شركتك. عملاؤك هم الذين يديرونها. قراراتهم أهم من قراراتك، وكذلك أفعالهم، لأنه مهما كانت طبيعة عملك، العملاء هم غاية العمل ومصدر الأرباح. فكيف تستفيد من خدمة العملاء لزيادة أرباحك؟
شركات الشخص الواحد: أنت أو لا أحد
أحدث المدونات