في عام 2020، حقّقت المملكة السعودية مراتب متقدّمة في تقرير عالمي لريادة الأعمال، وذلك ضمن العديد من المؤشرات الجوهرية مثل مؤشر "معرفة شخص بدء مشروع جديد" ومؤشر "امتلاك المعرفة والمهارات للبدء في الأعمال" وغيرها من المؤشرات التي تبرز من جهة التأثير الإيجابي للدعم الحكومي، ومن جهة أخرى طموح الشباب السعودي وانفتاحهم على خوض فرص ريادية جديدة والتفوّق فيها.
بهدف مواصلة سلسلة هذه النجاحات ودفعها إلى الأمام، نتأمل بمظاهر الطبيعة، كونها أبرز الأمثلة على النظام والفعالية، لنتعلّم أكثر عن ريادة الأعمال.
1) الضباب
ربما هو أفضل تشبيه للحالة المبهمة التي أتت بها كورونا، حيث تبدّدت الصورة أمامنا ودخل مستقبلنا في المجهول. فكيف تستجيب لتلك الظروف؟
. اعرف أنها مرحلة يجب التقدّم فيها بتروٍّ وتأنٍّ
. حدّ من المعطّلات، مثل كثرة متابعة الأخبار، لتركّز على هدف واحد في كل مرة
. اعتمد على الخبرة والمعلومات والأفكار التي جمعتها عندما كانت رؤيتك أوضح
. كن مستعداً لاتخاذ القرارات السريعة لأنّ بعض الأشياء قد تظهر أمامك فجأةً دون سابق إنذار
2) الاحتكاك
من المعروف أنه يبطّئ سرعة أي شيء إلى حدّ توقّف الحركة بالكامل. فماذا تفعل عندما تصطدم شركتك بالمعطّلات أثناء عملها؟
. خلال عملية التخطيط، اترك دائماً فسحة لبعض المعطّلات إذ لا بد منها
. سرّع سير أعمالك كلما استطعت للتخفيف من حدّة الأضرار عندما تصطدم بمعطّل
. وسّع شبكة معارفك من الخبراء والمسؤولين لتكون أمام مزيد من الخطط البديلة عند الحاجة
. اسعَ إلى تقوية إدارة شركتك داخلياً إذ يجعلها هذا أقل تأثراً بالظروف الخارجية
3) التطوّر
أي التغيّرات التراكمية التي تطرأ على الكائنات الحية ويمكن ملاحظتها عبر الزمن. فهناك تغيّرات مستمرة في سوق العمل والسوق الريادي. كيف تواكبها وتتأقلم معها؟
. اختر تطوّراً أو اثنين تعتقد أنهما يدعمان عملك وتابعهما بصورة خاصة (مثلاً نظام العمل عن بعد، التجارة عبر التطبيقات أو الموبايل، زيادة تخصّص العلامات التجارية، الاستدامة البيئية، إلخ.)
. اجرِ دراسات منتظمة حول أداء شركتك لتحدّد الخطوة القادمة الأفضل لتوسيع أعمالك
. استفد من الأدوات الإلكترونية التي تواكب التطوّر مجاناً لك، مثل جوجل تريندز وتويتر
. اجعل علاقات شركتك بعملائها تتخطى إطار الخدمة أو المنتج لتصبح علاقة شخصية قائمة على الحلول المصممة خصيصاً لاحتياجاتهم، وبالتالي الحدّ من خسارة العملاء عندما تتأخر في مواكبة التغيّرات
4) الاستمرارية
الطبيعة لا تستسلم. إن أمطرت، ينمو الزرع، تمتلئ الأنهار والينابيع، وقد يظهر قوس قزح احتفالاً بالصحو. هناك دائماً تجدّد واستمرار، فكيف تحافظ شركتك على استمراريتها؟
. ضع أهدافاً ملموسة على المدى القريب والبعيد لكي تقيس تقدّمك وتقدّر نجاحاتك الصغيرة دون الانهماك خلف الأهداف الكبيرة فقط
. ادرس كافة الفرص المتاحة أمامك في السوق. فحتى لو لم تحقّق أهدافك مع فئة من العملاء مثلاً، لا بد من وجود فئة أخرى أو طريقة عمل مختلفة بانتظار نجاحاتك
. اعمل على خطة لتقديم محتوى إلى عملائك وشركائك، وهنا المواقع الإلكترونية هي الأسهل والأوفر، لكي تحافظ على منصة للتفاعل والتواصل لا سيما في الفترة التي يتراجع خلالها أداء شركتك
. احرص على إعطاء نفسك والعاملين معك إجازةً من وقت إلى آخر لأنّ ذلك يحفّز الإنتاجية ويجدّد النشاط
5) التوقيت
هل رأيت نبتة تنمو أو تتفتّح بغير أوانها؟ لكل شجرة توقيت لثمرها، ولكل سرب طيور توقيت لهجرته، ولكل مرحلة من اكتمال القمر توقيتها الخاص والمنتظم. هكذا هي الطبيعة، تحترم توقيت الأشياء. فكيف تطبّق ذلك في شركتك؟
. حدّد المواسم أو الأشهر التي تحقّق فيها شركتك الربح الأعلى والأدنى، ثم اتخذ الخطوات المناسبة حيال كل فترة
. اعرف أنّ التوقيت خارج عن سيطرتك ولا يمكنك فعل أي شيء لاستعجاله أو إبطائه سوى الاعتماد على رؤية واضحة وخبرة جيدة في السوق
. قم بالبحث المستمر حول كافة المؤشرات التي قد ترتبط بالتوقيت، منها حاجات السوق، الوضع الاقتصادي، حال المنافسين، توجّه العملاء، ضغط العمل في شركتك، إنتاجية فريق عملك، إلخ.
. خصّص اهتمامك بالتوقيت لتكون أوّل من يقدّم شيئاً جديداً أو ربما معتاداً إنما بطريقة جديدة. فالريادة بهذا الإطار قادرة على تطوير شركتك بأشواط عديدة. مثلاً، حضّر مسبقاً للعروض والأفكار التي قد تطرحها في المناسبات الخاصة كالأعياد، والاحتفالات العالمية، وكأس العالم لكرة القدم، إلخ.
تقدّم لنا الطبيعة الكثير من الدروس وبشكل مستمر، لكن ما يميّز روّاد الأعمال هو قدرتهم على ملاحظة هذه الدروس وقراءتها. فتذكّر ذلك في المرّة القادمة التي تقف فيها قرب نافذة مكتبك أو تخرج لنزهة في الطبيعة.
مدونات أخرى
كيف تختار مقرّاً لمشروعك الجديد؟
للمكان مكانة كبيرة في نجاح شركتك الناشئة، هو يحدد قيمة الإيجار، فئة الزبائن اللي تتعامل معها، سرعة وصولك إلى مختلف المرافق اللي ممكن تحتاجها وغيرها الكثير من العوامل المتعلقة بتطور نشاطك التجاري.
كان ياما كان شركة ناشئة فاشلة
"مقبرة الشركات الناشئة" تعبير شائع يشير إلى الشركات التي تفشل وتنسحب من السوق. حسب العديد من الدراسات، تصل نسبة هذه الشركات إلى 90٪ دون أن تقتصر على أصحاب الخبرة القليلة أو التمويل الضعيف.
شركتك الجديدة بين الذكاء البشري والاصطناعي
"في ظل التطور السريع للتكنولوجيا، لا غنى عن الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال. تعدّ أدواته القوية والمبتكرة سر نجاح الشركات، وزيادة كفاءتها، وتمكينها لاتخاذ قرارات استراتيجية ذكية. تحيّاتي إلى صديقاتي سيري وأليكسا وبالتأكيد جدّتي جوجل".
تعلّم ريادة الأعمال من الطبيعة
أحدث المدونات