خلينا نبدأ ونختبر معلوماتك. هناك جزء يشكّل 2٪ من الكل ويستخدم 20٪ من موارد الكل. ما هو؟ سنساعدك شوي: أنت تستخدمه الآن للتفكير. هل قلت "المخ"؟ إجابتك صحيحة. يبلغ وزنه 1.5 كج فقط لكنه يستخدم 20٪ من الأوكسجين في جسمك. فما حكايته؟
في المخ مليارات الخلايا العصبية التي تحتاج للتغذية حتى تقوم بوظائفها. لذلك، يفضّل المخ الخيارات السهلة والمختصرة كي لا ينفد من الطاقة. فهو ليس من محبّي التغيير حتى في أبسط الأشياء. ألا تختار الطريق نفسها للذهاب إلى العمل يومياً؟ فماذا لو قرّرت إطلاق شركتك الناشئة؟ عزيزي المخ، ستسلك الكثير من الطرقات الجديدة ووصولك إلى الوجهة المطلوبة ليس مضموناً. لكن، لا عليك.
سنناقش فيما يلي مصادر التوتر في كواليس ريادة الأعمال لنعزّز قدرتنا على التحكم بأنفسنا وننطلق بثقة أكبر.
1) النجاح
بينما يأتي الفشل بأشكال مغرية كالنوم الطويل أو التأجيل، يبقى النجاح صعب المنال. ينتظر منّا المبادرة ولا يتحقق إلا بقدر الجهد الذي نبذله. هذه الأفكار تشغل روّاد الأعمال أكثر من غيرهم لأنهم يعرفون أنّ إنشاء الشركات رحلة من التحديات التي لا بد من خوضها، وهكذا يبدأ التوتر.
فكيف يتعاملون معه؟ يجهدون أنفسهم بالعمل، يفكّرون كثيراً ويخطّطون أكثر. يفعّلون علاقاتهم الاجتماعية والمهنية. يبحثون عن الفرص، خاصة تلك الغائبة عن عيون المنافسين. ينتقدون أنفسهم ويطوّرون مهاراتهم. يتابعون آخر أخبار ومستجدات قطاع عملهم. ببساطة، يتحوّلون إلى صيّادين. يطاردون الوقت، والمواهب، والتمويل، والابتكار، والحلول في سبيل النجاح. إيلون ماسك مثلاً، كان يعمل ساعات طويلة وينام على أرض المصنع في تيسلا. في غيرها من الليالي، كان يتعذّر عليه النوم ويتقيّأ من حدة القلق.
الإفراط في العمل والتفكير ينعكس عليك سلباً، بدءاً من تأثيره على كمية ونوعية نومك ووصولاً إلى إضعافه لمناعتك، حيث تتعب جسدياً ونفسياً ويزيد احتمال تعرّضك للصداع على الأقل. ستلاحظ تدريجياً أضرار هذا التعب الذي يحبط إنتاجيتك ويعطّلك عن هدفك، فيصبح سعيك للنجاح معادياً لنجاحك.
2) الفشل
في الضفة المقابلة لسعيك إلى النجاح، قد يعطّل روّاد الأعمال هروبهم من الفشل. فهل سمعت عن شلل اتخاذ القرارات؟ نصادفه عندما تتعدّد أمامنا الخيارات، فنتردّد ونحتار إلى درجة العجز عن اتخاذ أي قرار خوفاً من العواقب أو الندم. وكلّما كان القرار أكثر جدية، شكّ صاحبه باستعداده للقيام بأي خطوة.
فهل يجوز مثلاً لمن لديه عسر في القراءة، أو ما يعرف بالديسلكسيا، أن يكون رائد أعمال؟ الهارب من الفشل يقول "لا"، لكنّ الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون تجرّأ على إثبات العكس. فهو لا يعاني من الديسلكسيا فقط، بل ترك مقاعد الدراسة في عمر الـ 16، ولم يعطّله ذلك عن جمع ثروة ضخمة أو إطلاق شركة طيران، ومحطة إذاعية، وسلسلة فنادق، وغيرها.
هو سؤالٌ واحد، "ماذا لو" الذي يتفنّن الخوف في اختيار احتمالات الإجابة عليه. ماذا لو خسرت أموالك؟ هدرت سنوات من عمرك؟ أخفقت مع الموظفين؟ سقطت أمام المنافسة؟ وسط هذه الدوامة، لن تجد الراحة أو المتعة في العمل. ستنتقد نفسك وتعاتبها وتحرمها النوم خوفاً من الفشل. لن يفرق حالك كثيراً عن الذين يخافون النجاح.
3) الناس
تتوسّع دائرتك الاجتماعية والمهنية تلقائياً في عالم ريادة الأعمال. هناك العملاء الذين تريد إرضاءهم والموظفون الذين تريد تحفيزهم وتدريبهم. هناك المستثمرون الذين تريد إقناعهم بمشروعك والشركاء الذين تسعى لتعاونهم. هناك المرشدون الذين تلجأ إلى نصيحتهم والمعارف الذين تتبادل المصالح معهم. هناك الأهل والأقارب الذين تريد أن ترفع رأسهم وربما هناك شريك أو أولاد تتجنّب التقصير بحقّهم.
العلاقات مع الناس سيف ذو حدّين يأتيك بإيجابيات ولا يرحمك من الضغوطات، إذ لا يمكنك إرضاء الجميع أو التحكّم بكل الظروف. مثلاً، هوَس ستيف جوبز بالمثالية أدّى إلى إحباط بعض الموظفين الذين وصفوا طلباته بالـ "مستحيلة". وبسبب مشاحناته مع المدير التنفيذي في آبل عام 1985، تم طرد جوبز من الشركة التي شارك في تأسيسها.
هناك مداخل كثيرة لتأثير الناس على أعمالك. فقد تخشى إطلاق شركتك هرباً من حكم الآخرين عليك، أو قد تؤجل مشروعك لأنك لا تجد الفريق المناسب، أو قد تطلق مشروعك إنما تديره حسب آراء من حولك. مهما كانت طبيعة علاقتك مع الناس، قد يأتي القلق بشأنهم على حساب تفوّق علامتك التجارية.
التعامل مع التوتر والضغوطات مهارة في ريادة الأعمال
-
صمّم أهدافك وفقاً لقدراتك ولا تطوّر مشروعك على حساب صحتك ومصادر سعادتك.
-
واجه مخاوفك بالاطلاع على مواد تعليمية والتحدث إلى أصحاب الخبرة.
-
ضع حدوداً للعلاقات التي تضرّ بمشروعك الأساسي، وهو أن تكون رائد أعمال مميز.
مدونات أخرى
3 طرق تجعل وظيفتك الحالية نقطة انطلاق شركتك الناشئة
يقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس "اختر وظيفة تحبّها ولن تضطر إلى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك". ممكن يكون الاستمتاع وقت العمل هو واحد من الأسباب الرئيسية سبب تفكير البعض بالاستقالة من وظائفهم والانطلاق بمشروع شركتهم الخاصة.
تبتكر فكرة جديدة لمشروعك أو تقلّد؟
للوهلة الأولى، قد ترفض فكرة التقليد لأنّ الإنسان ولا سيما رائد الأعمال يسعى ليكون مختلفاً ومتميزاً. ألا يقول المثل "خالف...تُعرف"؟ في هذه الوهلة، أنت على حق لأنّ عنصر الابتكار لا يفقد رونقه وما زال يلقى رواجاً كبيراً حتى الآن في شتى المجالات.
دور مواقع التواصل الاجتماعي في نجاح استراتيجية التسويق
زاد عدد اللي يسّوقوا منتجاتهم وشركاتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع زيادة عدد الناس اللي تستخدم هذه المواقع، وحسب الإحصاءات الأخيرة، كانت المملكة المركز السابع بين أكثر دول العالم في تصفح منصات التواصل الاجتماعي اللي يستخدمها أكثر من 75% من سكان المملكة، يعني حوالي 25 مليون شخص. بغض النظر عن المنتج اللي تسوقه أو الشريحة اللي تستهدفها
التوتر في كواليس ريادة الأعمال
أحدث المدونات