هل تعلم ماذا يصادف شهر أبريل؟ إنه بداية عهد "لاكسمان ناراسمهان"، المدير التنفيذي الجديد لشركة ستاربكس. الصحف تتناقل الخبر منذ بضعة أسابيع، ليس فقط بسبب حصة الشركة في السوق أو نظراً لتاريخها الحافل، بل لأنّ لاكسمان لفت الأنظار بخطواته أيضاً.
أولاً، تنحّى عن منصبه السابق في شركة "ريكيت" للصحة والنظافة منذ أكتوبر 2022 ليتفرّغ لمنصبه الجديد ويستعد لتولّي مهامه في ستاربكس بدراسة احتياجات الشركة خلال الأشهر الـ 6 الفاصلة.
ثانياً، خاض تدريباً مدّته 40 ساعة ليصبح باريستا معتمداً لدى ستاربكس، وبدأ بالعمل 4 ساعات شهرياً في متاجر مختلفة للشركة، علماً أنه ينوي متابعة هذه الخطة حتى بعد أبريل.
وهذا يدعونا للسؤال: ما هو دور الرئيس التنفيذي بالفعل؟ هل يجب أن يكون في الخطوط الأمامية كما فعل لاكسمان أم أنّ للجلوس خلف المكتب وحضور الاجتماعات وقعاً أكبر من قبل أصحاب الخبرات والفكر والرؤية بعيدة المدى؟
إجابةً على هذه الأسئلة وغيرها، سنسلّط الضوء على درسين، ألف وباء، يمكن أن نتعلّمهما من لاكسمان كروّاد أعمال.
أ) القادة لا يولدون بالفطرة
قد يراودك الخوف من حين إلى آخر عندما تفكّر بمنصب المدير، حيث تزيد مسؤولياتك ويأتي ضغط زيادة الأرباح، والمحافظة على موظّفيك، وتقديم الأفضل لعملائك، والتفوّق على منافسيك. لا شك أنّ هذه الأهداف تصبح أعباء إن نظرت إليها دفعة واحدة. فهل صار سوبرمان شخصية حقيقية ونحن لا نعلم؟ أم أنّ هناك درجة معيّنة في ريادة الأعمال إن وصلنا إليها، نتغلّب على كل التحديات بسهولة؟
لننظر إلى رصيد لاكسمان: عمره 55 عاماً أي أنه جنى قدراً كافياً من الخبرة، وفي المنصب السابق كان رئيساً تنفيذياً لشركة عالمية في المملكة المتحدة، أي أنه يملك الخلفية المناسبة. أضف إلى ذلك أنه يتحدّث 6 لغات، وقد عاش وعمل في بلدان مختلفة حول العالم. بالرغم من كل هذا، لم يرَ لاكسمان نفسه غنياً عن الحاجة ليتعلّم الكثير بعد قبل تولّي مهامه الجديدة.
في خلاصة الأمر، القائد يكسب نقاط قوّته تدريجياً مهما كانت إنجازاته لأنّ القادة لا يولدون بالفطرة. لذا، كن صبوراً ولطيفاً مع نفسك، وتذكّر أن التعلّم رحلة متواصلة لا تنتهي أبداً.
ب) المهارات الناعمة تحتاج إلى جهود صلبة
حصلت المهارات الناعمة على هذه التسمية لتفريقها عن المهارات الصلبة التي تحتاجها للعمل على الماكينات أو المهارات التقنية التي تحتاجها لإدارة برامج معيّنة، مثل الفوتوشوب. بذلك، تشير المهارات الناعمة إلى المهارات غير الحسية التي يجب أن يمتلكها أي شخص ليتطوّر مهنياً، مثل القدرة على التواصل، والتفاوض، والتعاون، والإبداع، والتفكير النقدي، وغيرها.
في كتاب بعنوان "Intentional Leadership" للمستشارة والمديرة الجامعية في تورونتو "روز باتن"، يتّضح أنّ القادة يخطئون باعتقادهم أنّ المهارات الناعمة ستأتيهم من تلقاء نفسها، لا سيما وأنّ معظمهم لا يؤمنون بحاجتهم لمرشد يدرّبهم ويوجّههم ويعطيهم النصائح. وبالنسبة إليها، هذا خطأ كبير لأنّ المهارات الناعمة، لو بدت بديهية، تحتاج للعمل المركّز ولتخصيص الوقت بهدف تنميتها أكثر.
فماذا فعل لاكسمان؟ من خلال عمله كأي موظف في متاجر ستاربكس، وضع نفسه في الصفوف الأمامية المواجهة للعملاء مباشرةً، وأخضع مهاراته الناعمة للتدريب الحتمي ليس مع العملاء فقط، بل مع الموظفين أيضاً. فلا بدّ أن هذه الخطوة عادت عليهم بالكثير من الثقة والتحفيز والرغبة في تحسين العمل.
ماذا عن باقي أحرف الأبجدية؟
لا تنتهي هنا القواعد الرئيسية التي يبني عليها القائد سيرة نحاجه، ونجاح موظفيه، ونجاح شركته. لكن عندما تبدأ كرائد أعمال في العمل على نفسك، أو ما يمكن تسميته "الوعي الذاتي لدورك كمؤثر"، أنت تمثّل قدوة مهمة لكل من يتعامل مع الشركة، سواء كان موظفاً أو شريكاً أو ممولاً أو مستثمراً أو مزوّد خدمات، إلخ.
والآن أنت، ما هي المهارات التي تريد أن تتعلّمها في الفترة القادمة؟ وكيف تخطّط للتدرّب عليها؟ بالطبع، هناك الكثير لتتعلّمه لكن لا تجعل من ذلك سبباً لتؤجّل إطلاق أعمالك. انطلق في أي وقت بكل ما لديك من إمكانيات، وطوّرها تدريجياً مهما بلغت سنوات خبرتك، تماماً مثل قدوتنا اليوم، لاكسمان ناراسمهان. هنيئاً له ببدايته الجديدة.
مدونات أخرى
كيف تختار مقرّاً لمشروعك الجديد؟
للمكان مكانة كبيرة في نجاح شركتك الناشئة، هو يحدد قيمة الإيجار، فئة الزبائن اللي تتعامل معها، سرعة وصولك إلى مختلف المرافق اللي ممكن تحتاجها وغيرها الكثير من العوامل المتعلقة بتطور نشاطك التجاري.
كن العلامة التي لا ينسونها بسهولة
منذ بضعة أيام، دخلت منى إلى إحدى الكافيهات. طلبت كوبها المعتاد من الكابوتشينو واختارت زاوية هادئة لتجلس وتنجز مهمة هذا اليوم. شغّلت اللابتوب وبدأت بحثها عن وظيفة عندما حدث ما لم تتوقعه.
تبتكر فكرة جديدة لمشروعك أو تقلّد؟
للوهلة الأولى، قد ترفض فكرة التقليد لأنّ الإنسان ولا سيما رائد الأعمال يسعى ليكون مختلفاً ومتميزاً. ألا يقول المثل "خالف...تُعرف"؟ في هذه الوهلة، أنت على حق لأنّ عنصر الابتكار لا يفقد رونقه وما زال يلقى رواجاً كبيراً حتى الآن في شتى المجالات.
ألف باء القائد الناجح
أحدث المدونات